أبو المسك كافور الإخشيدي
(292 - 357 هـ / 905 - 968 م)
كان من رقيق الحبشة وأصبح أحد حكام الدولة الأخشيدية في مصر وسوريا، كان الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 بعد وفاة محمد بن طغج وأصبح كافور سنة 966 م واليا على مصر حيث حكمها ثم توسع إلى بلاد الشام دام حكمه لمدة 23 عاما وهو صاحب الفضل في بقاء الدولة الإخشيدية في مصر.
حياته :
لم يمنعه الرق الارتقاء في السلطة وحكم مصر وأجزاء من سوريا بل ساعدته في الانخراط في السلك العسكري وتميزه فيه، وكانت كمثال على أن التاريخ الإسلامي والدول الإسلامية بصورة عامة لا توجد بها عنصرية ويمكن لأي فرد عادي بغض النظر عن أصله أن يرتقي بالسلطة وأن ينخرط في جميع المجالات فحافظت على تماسك الثقافة والتفاعل بين الأفراد المختلفين.
شغل أبا المسك كافور دولة بني الإخشيد قرابة واحداً وعشرين سنة أوتزيد كانت هذه الدولة قد دام حكمها لمصر مدة أربعاً وثلاثين عاماً، عاش كافور يدبر أمور الحكم في الدولة مع مولاه، حتى قيل إن هذه الدولة ماحكمت بقدر ما كان الحكم فيها لكافور ذاته، بل ويمكن القول أن دولة بني الإخشيد هي التي سوت الطريق وجعلته ممهداَ ليفتح سبيل حكم مصر أمام هذا الرجل، الذي ملأ مكانه كما لم يملأه أحد من قبله، حتي أنه شغل شعرائها فنجد شاعراً بقامة أبي الطيب المتنبي مدح كافور فأنصفه، وحين انقلب عليه وهجاه لم ينصفه، فحين مات كافور ودُفن بالقدس بعد أن حُمل جثمانه إلى هناك وجد مكتوباً علي شاهده شعراً للمتنبي قال فيه :
مابال قبرك ياكافور منفرداً = بالصّحصح المرت بعد العسكر اللجب
يدوس قبرك أحاد الرجال وقد = كانت أسود الشرى تخشاك في الكتب
وكان من أشهر أبيات الشعر التي هجا بها المتنبي كافور :
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها = فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا = فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ = إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً = أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق