بُكَاؤكُمَا يَشْفِيْ وَ إنْ كَانَ لاَ يُجْدِيْ
فَجُوْدَا فَقَدْ أوْدَى نَظِيْرُكُمَا عِنْدِي
بُنَيَّ الذِي أهْدَتْهُ كَفَّايَ لِلْثَّـرَى
فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى وَيَا حَسْرَةَ المَهْدِي
تَوَخَّى حِمَامُ المَوْتِ أوْسَطَ صِبْيَتِي
فَلِلَّهِ كَيْفَ اخْتَارَ وَاسِطَةَ العِقْدِ
عَجِبْتُ لِقَلْبِيْ كَيْفَ لَمْ يَنْفَطِرْ لَهُ
وَلَوْ أنَّهُ أقْسَى مِنَ الحَجَرِ الصَّلْدِ
بِوُّدِيْ أنِّي كُنْتُ قَدْ مُتُّ قَبْلَهُ
وَ أنَّ المَنَايَا ، دُوْنَهُ ، صَمَدَتْ صَمْدِي
وَ مَا سَرَّنِي أنْ بِعْتُهُ بِثَوَابِهِ
وَ لَوْ أنَّهُ التَّخْلِيْدِ فِي جَنَّةِ الخُلْدِ
وَأوْلاَدُنَا مِثْلُ الجَوَارِحِ، أيُّهَا
فَقَدْنَاهُ ، كَانَ الفَاجِعُ البَيِّنُ الفَقْدِ
لِكُلٍّ مَكَانٍ لاَ يَسِّدُ اخْتِلاَلَهُ
مَكَانُ أخِيْهِ فِي جُزُوْعٍ وَلاَ جَلَدِ
لَعَمْرِي لَقَدْ حَالَتْ بِيَ الحَالُ بَعْدَهُ
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ حَالَتْ بِهِ بَعْدِي
ثَكَلْتُ سُرُوْرِيَ كُلَّهُ إذْ ثَكَلْتُهُ
وَ أصْبَحْتُ فِي لَذَّاتِ عَيْشِي أخَا زُهْدِ
أرَيْحَانَةُ العَيْنَيْنِ وَالأنْفِ وَ الحَشَا
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَغَيَّرَتْ عَنْ عَهْدِي ؟
أقُرَّةَ عَيْنِي، لَوْ فَدَى الحَيُّ مَيِّتَاً
فَدَيْتُكَ بِالحَوْبَاءِ أوَّلَ مَنْ يَفْدِي •
كَأنِّي مَا اسْتَمْتَعْتُ مِنْكَ بِضَمَّةٍ
وَ لاَ شَمَّةُ فِي مَلْعَبٍ لَكَ أوْ مَهْدِ
مُحَمَّدٌ، مَا شَيءُ تَوَهَّمَ سَلْوَةً
لِقَلْبِي إلاَّ زَادَ قَلْبِي مِنَ الوَجْدِ
أرَى أخَوَيْكَ البَّاقِيَيْنِ كِلَيْهِمَا
يَكُوْنَانِ لِلأحْزَانِ أوْرَى مِنَ الزَّنْدِ
إذَا لَعِبَا فِي مَلْعَبٍ لَكَ لَذَّعَا
فُؤَادِي بِمِثْلِ النَّارِ عَنْ غَيْرِ مَا قَصْد
وَأنْتَ ، وَإنْ أفْرِدَّتَ فِي دَارِ وَحْشَةٍ
فَإنِّي بِدَارِ الأنْسِ فِي وَحْشَةِ الفَرْدِ
أوَدُّ إذَا مَا المَوْتُ أوْفَدَ مَعْشَرَاً
إلَى عَسْكَرِ الأمْوَاتِ ، أنِّي مِنَ الوَفْدِ
وَمَنْ كَانَ يَسْتَهْدِي حَبِيْبَاً هَدِيَّةً
فَطَيْفُ خَيَالٍ مِنْكَ فِيْ النَّوْمِ أسْتَهْدِي
السبت، 10 أكتوبر 2015
رثاء ابن الرومي لابنه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق